ولادة بنت المستكفي
شاعرة الأندلس
:
أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخلافة الأموية
في الأندلس، ابنة الخليفة المستكفي بالله تعالى. اشتهرت بالفصاحة والشعر، وكان لها
مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء ليتحدثوا في شؤون الشعر والأدب بعد زوال
الخلافة الأموية في الأندلس.
تشتهر ببيتين
شهيرين من الشعر قيل أنها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي .... وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً
وأمكن عاشقي من صحن خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها
نسب ولادة واسمها:
هي ولادة
بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الأموي، بايعه أهل قرطبة بعد وفاة المستظهر بالله.
وهي شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة. وكانت واحدة
في زمانها، في ذلك الوقت بسبب شعرها. وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم.
فأن ولادة بنت المستكفي كانت من أروع الشعراء والأدباء
في شعرها حيث كانت لها مكانة مميزة في الشعر.
وهي لا تنسى أنها أميرة ووضح ذلك في شعرها.
لقب ابن زيدون بصاحب ولادة، رغم شهرته بذي الوزارتين
والمستكفي لقب بوالد ولادة رغم أنه الخليفة
حتى صاحبتها مهجة القرطبية، وهى شاعرة أيضا ولا تقل
جمالا سمتها كتب التراث مهجة صاحبة ولادة
وعنها تقول صاحبة أعلام النساء، كانت مهجة من أجمل
النساء في زمانها وأخفهن وعلقت بها ولادة ولاومت تأديبها، وكانت من أخف الناس روحا،
ووقع بينها وبين ولادة ما اقتضى أن تهجرها.
المثيرة للجدل ولادة بنت المستكفي:
استطاعت ولادة أن تترك بصمة واضحة في تاريخ الشعر
سواء بشعر قالته او بشعر قيل فيها لذلك فهي شاعرة مثيرة للجدل.
الآراء حولها متضاربة، وهذا هو الجدل الذي أثارته
بين الناقلين والرواة لسيرتها فقال كل منهم رأي فيها:
قيل عنها :
- كانت ولادة من الشعراء القلائل الذين نظموا الشعر،
وأجادوا فيه فقد كانت جزلة الألفاظ حسنة القول وقد كانت تُعد في منزلها مجلساً للشعراء
في ذلك الوقت، تجلس إليهم وتخالطهم وتساجلهم.
- فقد كان هذا المجلس يغشاه كل أهل الأدب والظرف
لما لولادة من حلاوة العشرة ورفعة النفس وكرم العطاء، وبالرغم من هذه المخالطة المستمرة,
عرف عنها أنها كانت عفيفة وذات شرف. وامتاز شعرها
بالجرأة والعاطفة.
وقيل عنها:
- كانت ولادة في المغرب تعد كعلية بالمشرق إلا أن
ولادة تزيد بمزية الحسن الفائق، وأما الأدب والشعر والنادر، وخفة الروح فلم تكن تقصر
عنها، وكان لها صفة في الغناء، وكان لها مجلس يغشاه أدباء قرطبة وظرفاؤها، فيمر فيه
من النادر وإنشاد الشعر كثير لما اقتضاه عصره
وقيل فيها :
- كانت ولادة ذات شخصية مبهرة إلى حد الإفتنان، وسريعة
البديهة، حلوة المعشر وخفيفة الظل.. فهي التي اقترن سحر شعر النساء عيني عينك باسمها،
ولقد هام بها الكثيرون، وكانت جميلة.. فاتنة.. وتدرك مدى جمالها وسحرها.
وقيل فيها :
كانت لعوب تجاهر بشهواتها.. مغترة بجمالها لأبعد
حد..
وقيل إنها لم تكن لعوب لكنها كانت جريئة وتبوح بما
تشتهي بشكل صارخ.
فهي لم تكن من الإنحراف بحيث يكون بعض شعرها قرينة
على سوء بها،
وإنما كانت طبيعة ندوتها.
فمنتداها
في قرطبة كان منتدى لأحرار مصر، وفناؤها ملعباً لجياد الشعر والنثر..وجمالها وحسبها
وذكاؤها كل ذلك دفعها لمجاراة طبيعة زمانها والإستجابة إلى المناخ العام المحيط بها..
وقيل عنها:
- إنها وضعت نفسها في موضع الريبة ومن يضع نفسه في
موضع الريبة
لا بد أن يناله شئ من شبهاتها.. ولقد أوجدت إلى القول
فيها السبيل
بقلة مبالاتها، ومجاهرتها بملذاتها..
فإذا كانت ولادة شاعرة جريئة ولها شخصية قوية فقد
فرضت نفسها
بشخصيتها وبروعة اسلوبها، وبشعرها المثير للجدل مما أثرى الادب
الأندلسي تأثيرا وتأثر.
وكعادة النساء في ذلك الحين قصائدهن مقطوعات ونتف ومع ذلك فقد كان لما تكتبه قوة القصائد .
يقول عنها المقري التلمساني في سفره المهم"
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" وهو يتحدث عن أخبار النساء في الأندلس فيقول:
ومن أشهرهن ولادة بنت المستكفي بالله واحدة في زمانها،
المشار إليها في أوانها، حسنة المحاضرة، مشكورة المذاكرة.
أبوها الخليفة الأندلسي
يذكر ابن بسام صاحب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة،
واحد من ترجموا لولادة فيما ينقله أبو حيان أن والدها بويع يوم قتل عبد الرحمن المستظهر،
يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة 414 فتسمى بالمستكفي بالله، اسما عرض عليه فاختاره
لنفسه، وحكم به سوء الاتفاق عليه لمشاكلته لعبد الله المستكفي العباسي أول من تسمى
به. في أفنه ووهنه وتخلفه وضعفه، بل كان زائدا عليه في ذلك، مقصرا عن خلال ملوكية،
باختصار لم يكن شخصية تاريخية سوية تعد من رجالات التاريخ الحقيقيين كما أنهما من أصحاب
الفتنة والدسيسة وصلا إلى الحكم بطرق غير شرعية، بعد اعتداء كل منهما على ذوي رحم من
أبناء العمومة، متوسلين بامرأتي سوء "حسناء الشيرازية" للمستكفي العباسي
"وسكرى المورورية" للمستكفي الأندلسي.
أخبارها في كتب التراث الأندلسي
تتكرر أخبار ولادة بعامة وأخبارها مع ابن زيدون بخاصة
في كل كتب التراث، وأما ما في شخصيتها من تناقض يدعم ذلك ما وجدوه في شعرها الذي وصلنا
منه القليل (سبعة وعشرون بيتا من خلال إحدى عشرة مقطوعة) وهو بالطبع غير كافٍ.
أما عن صفاتها النفسية والجسدية والعاطفية، يقول
ابن بسام: وكانت من نساء أهل زمانها واحدة من أقرانها، حضور شاهد، وحرارة أوابد، وحسن
منظر وخبر، وحلاوة مورد ومصدر، وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار المصر، وفناؤها ملعبا
لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب
على حلاوة عشرتها، إلى سهولة حجَّابها وكثرة منتابها؛ تخلط ذلك بعلو نصاب، وكرم أنساب
وطهارة أثواب، رغم أنها أطرحت التحصيل وأوجدت إلى القول فيها سبيل بقلة مبالاتها، ومجاهرتها
بلذاتها.
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا .... وَلَحظنا
يجرحكم في الخدود
جرح بجرحٍ فاِجعلوا ذا بذا .... فما
الّذي أوجبَ جرح الصدود
----
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق**
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا
**
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة **
لَقد
عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي**
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
**
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ
-----
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
**
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله **
وجنحتَ
للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما **
لَكن
دهيت لشقوتي بالمشتري
----------
ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي**
فإنّي
رأيت الليل أكتم للسرِّ
وَبي منك ما لو كانَ بالشمسِ لم تلح
**
وبالبدر لم يطلع وَبالنجم لم يسرِ
----------
إنّ ابن زيدون على فضلهِ ** يغتابني
ظلماً ولا ذنب لي
يلحظُني شزراً إذا جئته ** كأنّني
جئت لأخصي علي
-----
أنتَ الخصيبُ وهذه مصر ** فتدفّقا
فكلاكما بحرُ
وفاة ولادة بنت المستكفي:
لم تذكر المصادر الأولى تاريخ مولدها، على الرغم
من ذكرهم أنها عاشت قرابة ثمانين عاما، ولكنهم ذكروا تاريخ وفاتها، فصاحب أخبار النساء
يذكر أنها ماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين، وقيل أربع وثمانين وأربعمائة، 484
وقد تركت
وفاتها فراغاً كبيراً في نفوس محبيها وقد عمرت عمراً طويلاً، ولم تتزوج .
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق