الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

حنين الذكريات .. دينا شوقي


حنين الذكريات .. دينا شوقي
لو تساءلنا ما هى السمة الغالبة على المجموعة، نجد بالاساس الهموم الخاصة وليست العامة..
وقد يقول قائل أن الهم الخاص هو الهم العام لكن في هذه المجموعة لا ينطبق.
فالقص كله منصب على الذات ومحيط الأسرة، والمشاعر الخاصة تجاه الأقرب إلى النفس، وهذا ليس عيبا فالكاتب يكتب تجاربه.. وخبراته.. وهذا ما يسمي الصدق الفني، هو أن تكتب ما تحس.
ولو تساءلنا ما هو الشكل الذي كتبت به المجموعة نجد أنه يميل إلي المباشرة أحيانا وإلي التغطية أحيانا حسب ما تفرضه القصة أو الفكرة، وهذا أيضا نفعله جميعا.
الكاتبة بهرتني بأول خمس قصص جاءت القصص تحف فنية بلا مبالغة اسلوبا وشكلا وفكرة، وكأنها تقول أنا أستطيع، فكانت موفقة فعلا في ترتيب القصص، ثم بعد ذلك نستطيع أن نضع تحت كل قصة منها عدد من القصص تدور في نفس الفلك.. فكثيرا ما ينتاب الكاتب بعد أن ينتهى من عمل أحساس أنه لم يقل كل ما يريد ، أو أن فكرته الأساسية لم تصل فيعيد كتابتها مرة أخرى..
حتى أني قسمتها إلى مجموعات قلت مجموعة الرسالة ، مجموعة التوأم، ومجموعة وكانت بنتا وهكذا.
ونحاول التعرف على هذا من خلال قراءة القصص.. القصة الأولى بعنوان:

* التوأم
حاولتْ كثيرا أن تهرب من نقدها اللاذع .. توأمها هنا النفس.. تجد أن صوتها الداخلي هو الأقوى والمصيبة أنه مقنعا – أى على حق- هنا النفس تسلطت لدرجة حرمتها النوم وألجأتها للحبوب المهدئة ثم عدم المصالحة ثم الانتحار.
 ننظر في جمال النهاية ( لا ترغب في القفز ولكن يجب أن تسكتها.. لابد أن تثبت للأصوات أنها قوية  فتحت يديها أغلقت عينيها .. هناك رقدت جثة هامدة  بين الصخور وعلى وجهها ابتسامة)
لا داعى للباقي فهو تكرار
في مثل هذه القصة لا يصح ان تبدأ بالفعل الماضى:
 (هل كانت تظن وانتهى الأمر والأن شيء آخر؟ لا هى حالة مستمرة إلا إذا كتبت القصة بعد الانتحار من العالم الأخر.. ولكن هنا يصح لأن هناك راوي الراوي يحكي عنها بعد الانتحار)

* حلم أمينة
قصة جميلة جدا فيها فنية عالية شبهت انسانة مقيدة النفس  بالعروس الماريونيت مقيدة الحركة.. (وأنا موافقة على استعمال الكلمة الأجنبية ماريونيت مادامت صارت معروفة)
ولكنها رغم أنها تتحرك بالحبال إلا أنها تتطلع للتي تتحرك في رشاقة وحرية فتتأملها باعجاب، وهى تنشد نفس حريتها ولما لم تستطع تحقيقها هذا في الواقع حققته في الخيال جمال النهاية في تكرار كلمة حرة حرة حرة)
في القصة أيضا  كما قلت شخصت الدمية ثم مزجت بينها وبين الانسان في الحوار ليس حديث دمى مع بعضها لا بل الحوار مشترك بين الدمية والانسان سوف تريد أن تبقي خارج الصندوق حتى تشاهد نبيلة وهو يفعل، وكأنها تقول هو يعطيها بعض الحرية المحسوبة..
كنت  سأحزن لو كتشفت لنا القاصة بجملة أو جملتين أن أمينة في نهاية أنثى تعيش في حكم  انسان متحكم حتى صارت كالدمية المعلقة بالحبال.. لكنها لم تفعل.


* رسالة
 قصة رائعة تكتب رسالة لحبيب غال تبثه أشواقها.. تعتذر بالأولاد عن تأخر  رسائلها .. تسأله عن صحته.. وتبلغه اشتياق كل من عندها.
في هذه القصة نشعر بتوترات البطلة.. هى معنية بكتابة رسالة لحبيب وهى مشغولة بترتيب أولادها واعداد احتياجتهم.. وداخلها حنين للعودة لتكملة الرسالة حتى أن دموعها تفيض أثناء تناول الغداء مع زوجها، وهى تشعر بثقل الوقت الذي يؤخرها عن إتمام الرسالة.. في اليوم التالي تمضي وقتا طويلا تنتقي كارتنا لصاحب الرسالة في عيد ميلاده .. اعجبت بجملة :
(عن قلبي لم تغب لحظة) نحن نقول عن بالي عن عيني، هى تستخدم كلمة قلبي كثيرا دليل قرب الأشياء من قلبها هى تكتب من قلبها.
تحكي له في الرسالة تفاصيل حياتها.. تضع الرسالة في صندوق البريد.. ثم نكتشف أنها رسالة بلا عنوان وهى لوالدها المتوفي منذ عشر سنوات وعمر رسائلها أيضا يعني هى تفعل ذات الشيء منذ عشرة أعوام.

* قطرات
بدأت حلو جدا (حاولتْ أن يكون الخط  مستقيما وغائرا في نفس الوقت)
أتعرفون ماذا تفعل؟ تقطع شرايين يدها..  بالقصة تعبيرات فنانة فعلا:
 ( أراد نيلها أن يفيض بعيدا عن الوادي هذه المرة) وهذا سبب الانتحار نيلها يفيض بعيدا وتعبير آخر جميل: ( ذئاب تعوي في صحراء روحها) ظلت تزاوج بين دمائها السائلة واحساسها المعذب.. فتقول:
 ( القطرات تتزايد والأفكار تتفاقم – اللون الأحمر يملأ المكان كذلك مخاوفها..
 هى نفسها تكتشف أنها في حلم تنفث به عن النفس فتحمد الله وتقوم لتصلي،
 وكأنها تردد قول النبي (صلي) أرحنا بها يا بلال .

* وكانت بنتا
قصة تحفة أيضا.. هناك عادة يومية لها تحملق في صور طفولتها حتى تغفو على كرسيها الهزاز.. هنا البطلة تنجب الذكور وفي شوق للبنت .. والغريب أن البنت لإرضاء حماتها تسرد القصة من خلال الفلاش باك وهى تقنية جميلة في القصة تجعلك تحكي رواية كاملة وأنت في اللحظة نفسها.. فهى تتذكر يوم حاولت إغراء الطبيب بالمال لكي تنجب بنتا ووعدها أن ينفذ ما تريد..
فلما ولدت البنت لم تقتنع أنها ابنتها.. رفضتها وظلت تتخيل طفلا يناديها ويحتاج معاونتها.. ولم تصدق الطبيب وهو يخبرها بأنه لم يفعل شيئا.. فأصبح لا حل أمامها سوى التأكد من الشبه وذلك بصور طفولتها .. الجميل أنها تركت النهاية مفتوحة .. مازالت في الحيرة .. لكننا نحن تأكدنا رغما عنها أنها ابنتها.. يوجد سؤال..
في العادة الاحتياج يكون للولد.. الحماة بالذات لا تقيم الدنيا وتقعدها على من تنجب الذكور فهل لو قلبت القصة بحسب المنطق الفطري يكون الاقتناع أقرب.؟
 في رأيي لا.. لأنها تلجأ إلى صور طفولتها  أنثى بأنثى ..  وهى تريد الشبه.
******

نأتي لمجموعة .. الرسالة
لم تكتف بكتابة الرسائل لوالدها هى أيضا تحتاج زيارة لقبره ولحوائطه الدافئة تحتاج لكل ذكرياتها معه، عشر قصص كاملة بها ذكر والدها..  لنرى كيف تصور هذه الذكريات..

حوائط دافئة
رأته مع غيرها على الفور استدعت الذكريات.. تتساءل أنسيتني ثم تلقي بالتبعة على القدر، والأيام هى التى غدرت بها حين سلبتها حوائطه ثم نكتشف أنه والدها والأخرى هذه هى نفسها في طفولتها وتتذكر أيامهما معا والتى هى محرومة منها اليوم فظنت بما أنها تنكر أنه مات وبما أن عقلها معه وقف عند مرحلة معينة أن تلك الأخرى التى كانتها  ليست هى..  فقط تشبهها..

الزيارة:
تصف مشاعرها ومدى تشوقها وتشهد السماء أن حبها له لا تحده حدود ولا يوقفه جريان المياه في وديانها ..
(جريان الماء) يجرف لا يوقف
في هذه القصة أيضا ترمي لعلاقتها بأمها فيها جفاء وغربة، ويزداد قربها من والدها المتوفي بل تراه حيا وهى أمامه كتاب مفتوح حتى أنها تهرب من زيارته بسبب هذا الكشف ثم تقول :
(نهرني قلبي) تبعه عتاب عقلي ..  
في الطريق تتذكر ضحكتها ولعبها معه.. ليتها تذكرت أيضا قصة الصرصور في "مخاوف طفلة" وقصة يوم ضاعت ورقة إجابتها في "عطش"

عطش
تفتح ألبوم الذكريات وتقبل جبينه  كلما اشتد بها العطش، وتتذكر
واحد: يوم ضاعت من مدرستها ورقة اجابتها واتهمتها بأنها لم تقدمها ولم يصدقها أحد إلا هو.
اثنين: يوم عقد قرانها سبقته دموعه قبل أن يوقع على العقد.
ثلاثة : في كل مرة تلد طفلا تجده واقفا كطفل صغير عند الباب.

عقد الياسمين
هى أرنوبة تتخيل نفسها وهى طفلة مثل أرنوبة  صغيرة تحمل عقد ياسمين لتهديه لأبيها لكنها لم تجده هذه المرة، فتتخيل ممشاهما معا وجلوسهما معا وفي النهاية يذبل عقد الياسمين كانت معه في آمان لا تخاف حتى من الثعلب هى الأن تخاف من كل شيء، تستجمع شجاعتها وتذهب حيث هو فتجد قطعة رخام مدون عليها اسمه ترفض أن تصدق أنه يعيش هنا ولا تحلف بروحه مثل من في ظروفها.. يهديء من روعها شيخ القرية وينصحها بقراة الفاتحة وأنها ستلتقي به يوما وهى سنة الحياة فتحت صندوق ذكرياتها هذه المرة على الذكريات المضحكة فتسمع ضحكاته وعندها تغمض عينيها وتنام.
تختم بجزء رومانسي تقول: (رأت في المنام والدها وهى تعطيه عقد الياسمين والغريب لما استيقظت وجدت بين أصابعها زهرة من زهرات الياسمين) لا أرى غرابة، فهى تذهب وتجمع الياسمين لتهديه له عند القبر.

مخاوف طفلة
كلما همت بالنوم  سمعت صوتا يوقظها ، كصوت "خرفشة" أصابها الرعب لأن الصوت أخذ يعلو ويعلو .. ذهبت لغرفة والديها تطرق الباب استيقظ أبوها، أمسك يدها فأحست بالآمان، وفي غرفتها اكتشفت أنه صرصورا في علبة التوك.. باقي الكلام زيادة.
(همت لفعل شيء النوم استرخاء واستسلام)

ذكريات
في قصة ذكريات عاتبه عليه تخليه عنها مات وتركها وحيدة وهى شخصية اعتمادية وهما اللذان اتفقا على التلازم.. هنا مشت معه في النادي وأنهكها الفراق تدعوا الله أن يذهب الألم..
 لماذا هى شخصية اعتمادية أولا لأنها غاضبة منه لأنه تركها وحيدة، عندها زوج وأولاد لم يملؤا فراغ الراحل.. ثانيا قالت بالنص (طلبتْ من زوجها الذهاب للنادي .. هنا مشيت معه على تلك الطرقات.. لماذا طلبت من زوجها في القصة.. هذا في الواقع ولا يكتب.. تنتقلي سريعا هنا مشيت معه على تلك الطرقات في النادي.
(كلمة سويا تكررت الأفضل تقولي معا.)

وقصة رجفة
ودعها مسافرة ولم يستقبلها عائدة انتابتها رجفة وهى تحملق في الوجوه باحثة عنه.

حتى قصة توغل التى يمكن أن تصنف ضمن مجموعة التوأم لم تخلُ من الاشارة للوالد.. تقول: (مرايتى اتكسرت يوم بابا مات)

وأيضا قصة النداء التي تصنف ضمن التوأم أيضا لا تخلو من الاشارة للوالد.. تقول:
(ناداها صوت تعرفه طالبها بالكف .. قرأت الفاتحة على روح والدها حين سمعته)
******

المجموعة الثانية أسميها مجموعة التوأم وهى سبع قصص كلها تدور مع النفس اللوامة شديدة اللوم حتى أنها تؤدي بصاحبها إلي الانتحار .. تعالوا نرى ضحايا دينا في هذه القصص.. طبعا عندنا أول انتحار في قصة التوأم .

توغل
قصة حوارية مع ذاتها ثم تستدعي ذاتا أخرى تفصل بينها وبين ذاتها الأولي ولكى تميز لنا الفرق بين الثلاثة في الحديث وضعت علامات - = × وسبب هذه الحيرة أو التمزق أنها لا ترضى عن نفسها أو عن ذاتها التي داخلها وما تشعر من سأم وعجز هذه النفس فهى ضعيفة وتقبل الاهانة، وسبب الضعف موت والدها (مرايتى اتكسرت يوم بابا مات)
تقول لها نفسها بالعامية حاولتي تهربي مني ونسيتي أني جواكي جزء منك.. أخذت حنان ترفع صوت الذياع ثم اختفي صوته مع اختفاء حنان.. لم توضح هنا كيف كان الاختفاء.

الغول وأنا
الغول هنا المرض كما صرحت .. بدأ ينهش فيها وهى لا تريد أن تستسلم قررت أن تحاربه بالدواء، لكن الدواء معناه اعتراف بوجوده ثم تؤنسن المرض فتوجه له كلامها:
(هممت بمجابهتك- كاف الخطاب أنا غذيتك لتكبر وإن قالتها بصيغة السؤال الاستنكاري لكنها تقر واقعا لذلك تقرر أن تهرب منه.. تقول وكأنها تكلم شخصا :
لابد أن أهرب منك أبتعد عنك هنا أنسنة.. فنحن نقول للمرض لابد أن أقهرك.. لكن للانسان لابد أن أهرب منك أبتعد عنك إلى أقصى مسافة...
ثم أعلنت أنها أنثى تقول: أشعر أنني إنسانة مفككة ارفع يديك عني :
( أليس هذا انسان قاهر قهر المرض لإنسانة مفككة)
لو نخاطب المرض نقول ارفع يدك لكن يديك فهو انسان ثم يتحول الشخص الواحد إلى أصوات تطاردها تناولت الحبة واستغرقت في نوم عميق.
أيضا هنا نهاية مفتوحة هل النوم هنا موت أم راحة بعد تعب؟

خواء
هنا سرادق عزاء والقرآن يملأ المكان، وهى تحملق في الوجوه .. الغريب أن الذكريات هنا للأحداث الحزينة بينها وبين المتوافاة، وكأنها تقوي نفسها حتى لا تحزن عليها بل أنها تمنع ابتسامة تحاول الظهور وتخفيها سعيدة بهذه النتيجة ولا تشارك هؤلاء المعزين أحاسيسهم.. غادرت السرادق عادت إلي منزلها جلست على المقعد أتصوره الكرسي الهزاز الذي كان في السابق.

فنجان قهوة
الحوار هنا بين نفس مذكرة طبعا لا فرق هى حيل كتابية نفهم من الحوار الكره المتبادل لوم وعتاب واستفزاز يكره نفسه يقول له أنت سيء مرفوض خلص العالم من وجودك
ثم وجدت الجثة جالسة على الكرسي وقد أطلقت رصاصة على الرأس ومسدس يرافقه فنجان قهوة وحيد. رغم أن البداية تقول دعاه إلى فنجان قهوة على ضفاف النيل.

قفزة
تستيقظ ببطء وحرب ثائرة داخل الجسد .. تظن أن لها روحين على الدوام في خلاف، تعيش مع ذاتها أكثر من أصواتها الخارجية، لما أرادت أن تخرج ظلت نصف النهار تنتقي ما تلبس .. ضوء الشارع قوى على عينيها فتعاتب نفسها أن خرجت من عالمها الآمن بسبب ما تلاقي من صخب في الشارع لم تعتده، وهناك أصوات بداخلها تغطي على أصوات الشارع.. جاءها أمر داخلي بأن تجري كانت تريد أن تصل لبيت أختها عادت لبيتها وجدت الباب مفتوحا وصوت القرآن يعم المكان  وجوه لا تعرفها يعتريها السواد أختها تجلس بين المعزين والشباك مفتوح.

النداء
ظلت تعنف نفسها وتعاقبها بشدة ، تصب جام غضبها عليها بأقذع الشتائم واللعنات، تتلذذ برؤية الدماء تتساقط منها ، وجدت نفسها ممسكة بسكين الفاكهة تخدش به سطح يدها ، أخذت تغرز السكين مرارا وتكرارا حتى ناداها صوت تعرفه طالبها بالكف .. قرأت الفاتحة على روح والدها حين سمعته
****

مجموعة وكانت بنتا، أو لو شئنا نسميها مجموعة الأسرة تتكلم فيها عن ابنتها وابنها وأمها وصديقاتها وتضم تسع قصص.

الاطار الجميل
تتكلم فيها عن فستان ابنتها.. في البداية تتأمل طوله  قلبها يقول كبيرا عقلها يراه مناسبا تتذكر أول مرة وضعته على حبل الغسيل بعد ولادتها تقول جملة تحيلنا بها إلى القصة السابقة وكانت بنتا تقول: (رزقني الله بها بعد أربعة أولاد.. وقالت أنها كانت تتمنى الأنثى لتشاركها الحديث،
( هنا تحب البنت هناك تشك في انتمائها.. هنا مشاعرها فياضة معها تتابعها تحبو تمشي تجري حتى اقتربت من قامتها وصارا صديقتين فتصفها بأنها الاطار الجميل لحياتها كلها.. القصة مجرد مشاعر احساس صادق .. جميل أن نكتب احساسنا لكن هذا من خلال قص فلابد أن يحمل سمات الفنية القصصية مثلها تماما القصة التالية .

الحلة
الفستان للبنت هنا الحلة للولد لبسها الأول فرأتها كبيرة لبسها الثاني فبدت صغيرة هى حسب النفسية ورغبتها أن يكبر الأول ويصبح رجلا تعتمد عليه  ورغبتها ألا يكبر هذا الصغير ويظل مدللا.. هى لم تقل هذا الكلام ولكنى استخرجته من أعماقها بحكم أنني أم ومررت بالاحساس نفسه
(القاصة مرتبطة بالأشياء فستان، حلة، شريط ملون ومن خلال هذه الأشياء تستدعي ذكرياتها مشكلتها أنها تستدعي ذكرياتها بكل حنين الذكريا ولكنها تستدعيها كما هى لا تغلفها)

استدعاء :
 تعيش طفولتها مع أبنائها ففى استدعاء تتجول وابنتها في المول، تعطيها بعض الاستقلال  وهى تتابعها بعينيها فتختفي من أمامها، أخذت تبحث عنها حتى وجدتها ، رغم أنه حادث واقعي لكنها لا تنسى أن تجد فيها طفولتها، كلما كبرت تكبر معك طفلتي التي في أعماقي.
في المساء ارتمت بين أحضاني قالت لي أحبك.

بريق
أنا أحب.. صوت طفولي عفوى قال هذه الكلمة تخبطت مشاعرها فرح خوف احتضنته أعاد الكلمة لمحت بريقا في بؤرة عينيه.. فرحت بالبريق وخافت من المستقبل بدا مختلفا في عينيها ابنها البكري أصبحت عيناه ذات بريق..
أرأينا كم هي مرتبطة بعائلتها كأنها تدون في قصصها مذكراتها.

كلمة
علاقتها بالام في مرحلة من العمر.. هى الأن ضعيفة تجلس على كرسي فوجب الاقتراب منها وعفا الله عما سلف.. الآن تراها تشبهها وتجمعهما بعض الذكريات.. وفرحت عندما نادتها بابنتي.

مرآة
لما رأتهن يصعدن إلى القطار.. تذكرت نفسها لما كانت تلميذة تركب القطار مع زميلات المدرسة
لما قالت لها إحدى الصاعدات للقطار ( لو سمحت يا طنط ممكن اقعد جنبك تنبهت لمضي العمر.
تقول : لقد رأيت نفسي في مرآة عينيها..

مهندس
أنا مهندس يا ماما.. لحظة دافئة ورائعة .. وهى في هذه اللحظة الرائعة تعود بها الذكريات لطفولته
وكيف كان من صغره يريد أن يكون مهندسا وهو يصلح عربته الصغيرة.. ولا تنسى في ذكرياتها مجزرة الثانوية العامة والحمد لله قبل في الهندسة.. وهو الأن يلبس روب التخرج.
تحكي القصة كما هي في الواقع دون تغيير أو تزويق .

حقيقة مؤجلة
جاءها تليفون من صديقتها المقربة والتى زوجها صديق زوجها، كان صوتها واهنا وتحتاج دقائق لتهدأ.. انتهت المكالمة دون الافصاح عن شيء لكنها تتوقع العاصفة غدا فهناك حقيقة مؤجلة!!
 قفلت التليفون مع صديقتها وقالت لنا نحن
( انتهت المكالمة لكني أعلم أن غدا سوف يختبرني قلبي وأمر في صراع معه عندما تحدثني أو أحدثها، أنا أعلم منذ حوالي العام أن زوجها تزوج عليها في الغربة فهى حقا حقيقة مؤجلة)
أهكذا؟ ليس بهذا الاسلوب المباشر ولكن من خلال المكالمة، اجعليني أعيش معكما التوتر والقلق، أنت تعرفين شيء تحاولين اخفاؤه، هى ربما تعرف أو شاكة، الغصة في حلقها لا تجعلها تفصح، ربما أرادت اختبارك إذا كنت على علم..  القصة فكرتها حلوه لكن التناول جاء هادئا.

فريدة
رغم أن الكاتبة أرادت أن تقدم لنا نموذجا مثاليا وتصف البطلة بالفريدة في تصرفاتها وحبها لمرضاها إلا أنها شدت أعصابي ووترتني.. نرى من البداية فريدة هذه تنزل من السيارة منهكة تغلق الأبوانب بسرعه وتسرع وتعود لتغلق المرايا  تصعد الدرج في عجلة تحاول اللحاق بالمصعد تغلقه على اصبعها، تؤجل الألم وتدخل عيادتها.. ليس لديها الوقت لقراءة رسائل الموبايل.. هاتف العيادة لا يكف عن الرنين.. المستشفي يطلبها.. اصطدمت يدها بالمكتب، دم من اصبعها تذهب الى المستشفي يلتف حولها أهالي المرضى.. أحيانا تندم أنها أعطت مرضاها رقم هاتفها.
المرضى أيضا متوترون حرب بينهم وبين مندوبين الأدوية.. الجميع ينظرون بين ساعاتهم وساعة الحائط .
النفق
المرض له نصيب في القصص كما الموت له نصيب وافر.
ففي النفق قصة أمين تسيران في نفق الموت بابنيهما .. لقطة من الحياة تجمع الشتيتين وأيضا تقرب من الله .. مات الطفلين
عودة
وفي قصة عودة جمع أيضا مرض السرطان في البلد الأوروبي بين سيدتين بطلتنا وهى متشائمة رافضة العودة لمصر وسيدة عربية متفائلة تتطور الأحداث حتى تأتي سيارة وتدهم تلك المتفائلة ويخبرها الطبيب أن هناك خلط في أوراقهما ولابد من عمل تحاليل ليعرف من منهما التي شفيت تماما.. تقرر عدم عمل التحاليل وتعود لبلدها

****


اللغة عندها سليمة – الأسلوب مكثف ليس فيه غموض ولا اختزال .. حجم القصة حلو يشجع على القراءة وإعادة القراءة دون ملل .. تستخدم تيار الوعى أي المونولوج الداخلى ومناجاة النفس والإتكاء على الناحية النفسية عند شخوصها ومواقفهم الخاصة داخل النص، تلجأ هذه الشخصيات إلى التقوقع داخل ذاتها وتقديم وعيها، وما يمور داخلها من صراعات وأفكار.
تفضل ضمير الغائب فتكون هى الراوي العليم بكل الأمور..
تخلط بين الفصحى والعامية ليس فقط في الحوار، وإن كنت أفضل حتى الحوار يكون بالفصحى.

توصية : اكتساب خبرات جديدة والخروج إلى الهم العام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق