الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

حنين الذكريات .. دينا شوقي


حنين الذكريات .. دينا شوقي
لو تساءلنا ما هى السمة الغالبة على المجموعة، نجد بالاساس الهموم الخاصة وليست العامة..
وقد يقول قائل أن الهم الخاص هو الهم العام لكن في هذه المجموعة لا ينطبق.
فالقص كله منصب على الذات ومحيط الأسرة، والمشاعر الخاصة تجاه الأقرب إلى النفس، وهذا ليس عيبا فالكاتب يكتب تجاربه.. وخبراته.. وهذا ما يسمي الصدق الفني، هو أن تكتب ما تحس.
ولو تساءلنا ما هو الشكل الذي كتبت به المجموعة نجد أنه يميل إلي المباشرة أحيانا وإلي التغطية أحيانا حسب ما تفرضه القصة أو الفكرة، وهذا أيضا نفعله جميعا.
الكاتبة بهرتني بأول خمس قصص جاءت القصص تحف فنية بلا مبالغة اسلوبا وشكلا وفكرة، وكأنها تقول أنا أستطيع، فكانت موفقة فعلا في ترتيب القصص، ثم بعد ذلك نستطيع أن نضع تحت كل قصة منها عدد من القصص تدور في نفس الفلك.. فكثيرا ما ينتاب الكاتب بعد أن ينتهى من عمل أحساس أنه لم يقل كل ما يريد ، أو أن فكرته الأساسية لم تصل فيعيد كتابتها مرة أخرى..
حتى أني قسمتها إلى مجموعات قلت مجموعة الرسالة ، مجموعة التوأم، ومجموعة وكانت بنتا وهكذا.
ونحاول التعرف على هذا من خلال قراءة القصص.. القصة الأولى بعنوان:

* التوأم
حاولتْ كثيرا أن تهرب من نقدها اللاذع .. توأمها هنا النفس.. تجد أن صوتها الداخلي هو الأقوى والمصيبة أنه مقنعا – أى على حق- هنا النفس تسلطت لدرجة حرمتها النوم وألجأتها للحبوب المهدئة ثم عدم المصالحة ثم الانتحار.
 ننظر في جمال النهاية ( لا ترغب في القفز ولكن يجب أن تسكتها.. لابد أن تثبت للأصوات أنها قوية  فتحت يديها أغلقت عينيها .. هناك رقدت جثة هامدة  بين الصخور وعلى وجهها ابتسامة)
لا داعى للباقي فهو تكرار
في مثل هذه القصة لا يصح ان تبدأ بالفعل الماضى:
 (هل كانت تظن وانتهى الأمر والأن شيء آخر؟ لا هى حالة مستمرة إلا إذا كتبت القصة بعد الانتحار من العالم الأخر.. ولكن هنا يصح لأن هناك راوي الراوي يحكي عنها بعد الانتحار)

* حلم أمينة
قصة جميلة جدا فيها فنية عالية شبهت انسانة مقيدة النفس  بالعروس الماريونيت مقيدة الحركة.. (وأنا موافقة على استعمال الكلمة الأجنبية ماريونيت مادامت صارت معروفة)
ولكنها رغم أنها تتحرك بالحبال إلا أنها تتطلع للتي تتحرك في رشاقة وحرية فتتأملها باعجاب، وهى تنشد نفس حريتها ولما لم تستطع تحقيقها هذا في الواقع حققته في الخيال جمال النهاية في تكرار كلمة حرة حرة حرة)
في القصة أيضا  كما قلت شخصت الدمية ثم مزجت بينها وبين الانسان في الحوار ليس حديث دمى مع بعضها لا بل الحوار مشترك بين الدمية والانسان سوف تريد أن تبقي خارج الصندوق حتى تشاهد نبيلة وهو يفعل، وكأنها تقول هو يعطيها بعض الحرية المحسوبة..
كنت  سأحزن لو كتشفت لنا القاصة بجملة أو جملتين أن أمينة في نهاية أنثى تعيش في حكم  انسان متحكم حتى صارت كالدمية المعلقة بالحبال.. لكنها لم تفعل.


* رسالة
 قصة رائعة تكتب رسالة لحبيب غال تبثه أشواقها.. تعتذر بالأولاد عن تأخر  رسائلها .. تسأله عن صحته.. وتبلغه اشتياق كل من عندها.
في هذه القصة نشعر بتوترات البطلة.. هى معنية بكتابة رسالة لحبيب وهى مشغولة بترتيب أولادها واعداد احتياجتهم.. وداخلها حنين للعودة لتكملة الرسالة حتى أن دموعها تفيض أثناء تناول الغداء مع زوجها، وهى تشعر بثقل الوقت الذي يؤخرها عن إتمام الرسالة.. في اليوم التالي تمضي وقتا طويلا تنتقي كارتنا لصاحب الرسالة في عيد ميلاده .. اعجبت بجملة :
(عن قلبي لم تغب لحظة) نحن نقول عن بالي عن عيني، هى تستخدم كلمة قلبي كثيرا دليل قرب الأشياء من قلبها هى تكتب من قلبها.
تحكي له في الرسالة تفاصيل حياتها.. تضع الرسالة في صندوق البريد.. ثم نكتشف أنها رسالة بلا عنوان وهى لوالدها المتوفي منذ عشر سنوات وعمر رسائلها أيضا يعني هى تفعل ذات الشيء منذ عشرة أعوام.

* قطرات
بدأت حلو جدا (حاولتْ أن يكون الخط  مستقيما وغائرا في نفس الوقت)
أتعرفون ماذا تفعل؟ تقطع شرايين يدها..  بالقصة تعبيرات فنانة فعلا:
 ( أراد نيلها أن يفيض بعيدا عن الوادي هذه المرة) وهذا سبب الانتحار نيلها يفيض بعيدا وتعبير آخر جميل: ( ذئاب تعوي في صحراء روحها) ظلت تزاوج بين دمائها السائلة واحساسها المعذب.. فتقول:
 ( القطرات تتزايد والأفكار تتفاقم – اللون الأحمر يملأ المكان كذلك مخاوفها..
 هى نفسها تكتشف أنها في حلم تنفث به عن النفس فتحمد الله وتقوم لتصلي،
 وكأنها تردد قول النبي (صلي) أرحنا بها يا بلال .

* وكانت بنتا
قصة تحفة أيضا.. هناك عادة يومية لها تحملق في صور طفولتها حتى تغفو على كرسيها الهزاز.. هنا البطلة تنجب الذكور وفي شوق للبنت .. والغريب أن البنت لإرضاء حماتها تسرد القصة من خلال الفلاش باك وهى تقنية جميلة في القصة تجعلك تحكي رواية كاملة وأنت في اللحظة نفسها.. فهى تتذكر يوم حاولت إغراء الطبيب بالمال لكي تنجب بنتا ووعدها أن ينفذ ما تريد..
فلما ولدت البنت لم تقتنع أنها ابنتها.. رفضتها وظلت تتخيل طفلا يناديها ويحتاج معاونتها.. ولم تصدق الطبيب وهو يخبرها بأنه لم يفعل شيئا.. فأصبح لا حل أمامها سوى التأكد من الشبه وذلك بصور طفولتها .. الجميل أنها تركت النهاية مفتوحة .. مازالت في الحيرة .. لكننا نحن تأكدنا رغما عنها أنها ابنتها.. يوجد سؤال..
في العادة الاحتياج يكون للولد.. الحماة بالذات لا تقيم الدنيا وتقعدها على من تنجب الذكور فهل لو قلبت القصة بحسب المنطق الفطري يكون الاقتناع أقرب.؟
 في رأيي لا.. لأنها تلجأ إلى صور طفولتها  أنثى بأنثى ..  وهى تريد الشبه.
******

نأتي لمجموعة .. الرسالة
لم تكتف بكتابة الرسائل لوالدها هى أيضا تحتاج زيارة لقبره ولحوائطه الدافئة تحتاج لكل ذكرياتها معه، عشر قصص كاملة بها ذكر والدها..  لنرى كيف تصور هذه الذكريات..

حوائط دافئة
رأته مع غيرها على الفور استدعت الذكريات.. تتساءل أنسيتني ثم تلقي بالتبعة على القدر، والأيام هى التى غدرت بها حين سلبتها حوائطه ثم نكتشف أنه والدها والأخرى هذه هى نفسها في طفولتها وتتذكر أيامهما معا والتى هى محرومة منها اليوم فظنت بما أنها تنكر أنه مات وبما أن عقلها معه وقف عند مرحلة معينة أن تلك الأخرى التى كانتها  ليست هى..  فقط تشبهها..

الزيارة:
تصف مشاعرها ومدى تشوقها وتشهد السماء أن حبها له لا تحده حدود ولا يوقفه جريان المياه في وديانها ..
(جريان الماء) يجرف لا يوقف
في هذه القصة أيضا ترمي لعلاقتها بأمها فيها جفاء وغربة، ويزداد قربها من والدها المتوفي بل تراه حيا وهى أمامه كتاب مفتوح حتى أنها تهرب من زيارته بسبب هذا الكشف ثم تقول :
(نهرني قلبي) تبعه عتاب عقلي ..  
في الطريق تتذكر ضحكتها ولعبها معه.. ليتها تذكرت أيضا قصة الصرصور في "مخاوف طفلة" وقصة يوم ضاعت ورقة إجابتها في "عطش"

عطش
تفتح ألبوم الذكريات وتقبل جبينه  كلما اشتد بها العطش، وتتذكر
واحد: يوم ضاعت من مدرستها ورقة اجابتها واتهمتها بأنها لم تقدمها ولم يصدقها أحد إلا هو.
اثنين: يوم عقد قرانها سبقته دموعه قبل أن يوقع على العقد.
ثلاثة : في كل مرة تلد طفلا تجده واقفا كطفل صغير عند الباب.

عقد الياسمين
هى أرنوبة تتخيل نفسها وهى طفلة مثل أرنوبة  صغيرة تحمل عقد ياسمين لتهديه لأبيها لكنها لم تجده هذه المرة، فتتخيل ممشاهما معا وجلوسهما معا وفي النهاية يذبل عقد الياسمين كانت معه في آمان لا تخاف حتى من الثعلب هى الأن تخاف من كل شيء، تستجمع شجاعتها وتذهب حيث هو فتجد قطعة رخام مدون عليها اسمه ترفض أن تصدق أنه يعيش هنا ولا تحلف بروحه مثل من في ظروفها.. يهديء من روعها شيخ القرية وينصحها بقراة الفاتحة وأنها ستلتقي به يوما وهى سنة الحياة فتحت صندوق ذكرياتها هذه المرة على الذكريات المضحكة فتسمع ضحكاته وعندها تغمض عينيها وتنام.
تختم بجزء رومانسي تقول: (رأت في المنام والدها وهى تعطيه عقد الياسمين والغريب لما استيقظت وجدت بين أصابعها زهرة من زهرات الياسمين) لا أرى غرابة، فهى تذهب وتجمع الياسمين لتهديه له عند القبر.

مخاوف طفلة
كلما همت بالنوم  سمعت صوتا يوقظها ، كصوت "خرفشة" أصابها الرعب لأن الصوت أخذ يعلو ويعلو .. ذهبت لغرفة والديها تطرق الباب استيقظ أبوها، أمسك يدها فأحست بالآمان، وفي غرفتها اكتشفت أنه صرصورا في علبة التوك.. باقي الكلام زيادة.
(همت لفعل شيء النوم استرخاء واستسلام)

ذكريات
في قصة ذكريات عاتبه عليه تخليه عنها مات وتركها وحيدة وهى شخصية اعتمادية وهما اللذان اتفقا على التلازم.. هنا مشت معه في النادي وأنهكها الفراق تدعوا الله أن يذهب الألم..
 لماذا هى شخصية اعتمادية أولا لأنها غاضبة منه لأنه تركها وحيدة، عندها زوج وأولاد لم يملؤا فراغ الراحل.. ثانيا قالت بالنص (طلبتْ من زوجها الذهاب للنادي .. هنا مشيت معه على تلك الطرقات.. لماذا طلبت من زوجها في القصة.. هذا في الواقع ولا يكتب.. تنتقلي سريعا هنا مشيت معه على تلك الطرقات في النادي.
(كلمة سويا تكررت الأفضل تقولي معا.)

وقصة رجفة
ودعها مسافرة ولم يستقبلها عائدة انتابتها رجفة وهى تحملق في الوجوه باحثة عنه.

حتى قصة توغل التى يمكن أن تصنف ضمن مجموعة التوأم لم تخلُ من الاشارة للوالد.. تقول: (مرايتى اتكسرت يوم بابا مات)

وأيضا قصة النداء التي تصنف ضمن التوأم أيضا لا تخلو من الاشارة للوالد.. تقول:
(ناداها صوت تعرفه طالبها بالكف .. قرأت الفاتحة على روح والدها حين سمعته)
******

المجموعة الثانية أسميها مجموعة التوأم وهى سبع قصص كلها تدور مع النفس اللوامة شديدة اللوم حتى أنها تؤدي بصاحبها إلي الانتحار .. تعالوا نرى ضحايا دينا في هذه القصص.. طبعا عندنا أول انتحار في قصة التوأم .

توغل
قصة حوارية مع ذاتها ثم تستدعي ذاتا أخرى تفصل بينها وبين ذاتها الأولي ولكى تميز لنا الفرق بين الثلاثة في الحديث وضعت علامات - = × وسبب هذه الحيرة أو التمزق أنها لا ترضى عن نفسها أو عن ذاتها التي داخلها وما تشعر من سأم وعجز هذه النفس فهى ضعيفة وتقبل الاهانة، وسبب الضعف موت والدها (مرايتى اتكسرت يوم بابا مات)
تقول لها نفسها بالعامية حاولتي تهربي مني ونسيتي أني جواكي جزء منك.. أخذت حنان ترفع صوت الذياع ثم اختفي صوته مع اختفاء حنان.. لم توضح هنا كيف كان الاختفاء.

الغول وأنا
الغول هنا المرض كما صرحت .. بدأ ينهش فيها وهى لا تريد أن تستسلم قررت أن تحاربه بالدواء، لكن الدواء معناه اعتراف بوجوده ثم تؤنسن المرض فتوجه له كلامها:
(هممت بمجابهتك- كاف الخطاب أنا غذيتك لتكبر وإن قالتها بصيغة السؤال الاستنكاري لكنها تقر واقعا لذلك تقرر أن تهرب منه.. تقول وكأنها تكلم شخصا :
لابد أن أهرب منك أبتعد عنك هنا أنسنة.. فنحن نقول للمرض لابد أن أقهرك.. لكن للانسان لابد أن أهرب منك أبتعد عنك إلى أقصى مسافة...
ثم أعلنت أنها أنثى تقول: أشعر أنني إنسانة مفككة ارفع يديك عني :
( أليس هذا انسان قاهر قهر المرض لإنسانة مفككة)
لو نخاطب المرض نقول ارفع يدك لكن يديك فهو انسان ثم يتحول الشخص الواحد إلى أصوات تطاردها تناولت الحبة واستغرقت في نوم عميق.
أيضا هنا نهاية مفتوحة هل النوم هنا موت أم راحة بعد تعب؟

خواء
هنا سرادق عزاء والقرآن يملأ المكان، وهى تحملق في الوجوه .. الغريب أن الذكريات هنا للأحداث الحزينة بينها وبين المتوافاة، وكأنها تقوي نفسها حتى لا تحزن عليها بل أنها تمنع ابتسامة تحاول الظهور وتخفيها سعيدة بهذه النتيجة ولا تشارك هؤلاء المعزين أحاسيسهم.. غادرت السرادق عادت إلي منزلها جلست على المقعد أتصوره الكرسي الهزاز الذي كان في السابق.

فنجان قهوة
الحوار هنا بين نفس مذكرة طبعا لا فرق هى حيل كتابية نفهم من الحوار الكره المتبادل لوم وعتاب واستفزاز يكره نفسه يقول له أنت سيء مرفوض خلص العالم من وجودك
ثم وجدت الجثة جالسة على الكرسي وقد أطلقت رصاصة على الرأس ومسدس يرافقه فنجان قهوة وحيد. رغم أن البداية تقول دعاه إلى فنجان قهوة على ضفاف النيل.

قفزة
تستيقظ ببطء وحرب ثائرة داخل الجسد .. تظن أن لها روحين على الدوام في خلاف، تعيش مع ذاتها أكثر من أصواتها الخارجية، لما أرادت أن تخرج ظلت نصف النهار تنتقي ما تلبس .. ضوء الشارع قوى على عينيها فتعاتب نفسها أن خرجت من عالمها الآمن بسبب ما تلاقي من صخب في الشارع لم تعتده، وهناك أصوات بداخلها تغطي على أصوات الشارع.. جاءها أمر داخلي بأن تجري كانت تريد أن تصل لبيت أختها عادت لبيتها وجدت الباب مفتوحا وصوت القرآن يعم المكان  وجوه لا تعرفها يعتريها السواد أختها تجلس بين المعزين والشباك مفتوح.

النداء
ظلت تعنف نفسها وتعاقبها بشدة ، تصب جام غضبها عليها بأقذع الشتائم واللعنات، تتلذذ برؤية الدماء تتساقط منها ، وجدت نفسها ممسكة بسكين الفاكهة تخدش به سطح يدها ، أخذت تغرز السكين مرارا وتكرارا حتى ناداها صوت تعرفه طالبها بالكف .. قرأت الفاتحة على روح والدها حين سمعته
****

مجموعة وكانت بنتا، أو لو شئنا نسميها مجموعة الأسرة تتكلم فيها عن ابنتها وابنها وأمها وصديقاتها وتضم تسع قصص.

الاطار الجميل
تتكلم فيها عن فستان ابنتها.. في البداية تتأمل طوله  قلبها يقول كبيرا عقلها يراه مناسبا تتذكر أول مرة وضعته على حبل الغسيل بعد ولادتها تقول جملة تحيلنا بها إلى القصة السابقة وكانت بنتا تقول: (رزقني الله بها بعد أربعة أولاد.. وقالت أنها كانت تتمنى الأنثى لتشاركها الحديث،
( هنا تحب البنت هناك تشك في انتمائها.. هنا مشاعرها فياضة معها تتابعها تحبو تمشي تجري حتى اقتربت من قامتها وصارا صديقتين فتصفها بأنها الاطار الجميل لحياتها كلها.. القصة مجرد مشاعر احساس صادق .. جميل أن نكتب احساسنا لكن هذا من خلال قص فلابد أن يحمل سمات الفنية القصصية مثلها تماما القصة التالية .

الحلة
الفستان للبنت هنا الحلة للولد لبسها الأول فرأتها كبيرة لبسها الثاني فبدت صغيرة هى حسب النفسية ورغبتها أن يكبر الأول ويصبح رجلا تعتمد عليه  ورغبتها ألا يكبر هذا الصغير ويظل مدللا.. هى لم تقل هذا الكلام ولكنى استخرجته من أعماقها بحكم أنني أم ومررت بالاحساس نفسه
(القاصة مرتبطة بالأشياء فستان، حلة، شريط ملون ومن خلال هذه الأشياء تستدعي ذكرياتها مشكلتها أنها تستدعي ذكرياتها بكل حنين الذكريا ولكنها تستدعيها كما هى لا تغلفها)

استدعاء :
 تعيش طفولتها مع أبنائها ففى استدعاء تتجول وابنتها في المول، تعطيها بعض الاستقلال  وهى تتابعها بعينيها فتختفي من أمامها، أخذت تبحث عنها حتى وجدتها ، رغم أنه حادث واقعي لكنها لا تنسى أن تجد فيها طفولتها، كلما كبرت تكبر معك طفلتي التي في أعماقي.
في المساء ارتمت بين أحضاني قالت لي أحبك.

بريق
أنا أحب.. صوت طفولي عفوى قال هذه الكلمة تخبطت مشاعرها فرح خوف احتضنته أعاد الكلمة لمحت بريقا في بؤرة عينيه.. فرحت بالبريق وخافت من المستقبل بدا مختلفا في عينيها ابنها البكري أصبحت عيناه ذات بريق..
أرأينا كم هي مرتبطة بعائلتها كأنها تدون في قصصها مذكراتها.

كلمة
علاقتها بالام في مرحلة من العمر.. هى الأن ضعيفة تجلس على كرسي فوجب الاقتراب منها وعفا الله عما سلف.. الآن تراها تشبهها وتجمعهما بعض الذكريات.. وفرحت عندما نادتها بابنتي.

مرآة
لما رأتهن يصعدن إلى القطار.. تذكرت نفسها لما كانت تلميذة تركب القطار مع زميلات المدرسة
لما قالت لها إحدى الصاعدات للقطار ( لو سمحت يا طنط ممكن اقعد جنبك تنبهت لمضي العمر.
تقول : لقد رأيت نفسي في مرآة عينيها..

مهندس
أنا مهندس يا ماما.. لحظة دافئة ورائعة .. وهى في هذه اللحظة الرائعة تعود بها الذكريات لطفولته
وكيف كان من صغره يريد أن يكون مهندسا وهو يصلح عربته الصغيرة.. ولا تنسى في ذكرياتها مجزرة الثانوية العامة والحمد لله قبل في الهندسة.. وهو الأن يلبس روب التخرج.
تحكي القصة كما هي في الواقع دون تغيير أو تزويق .

حقيقة مؤجلة
جاءها تليفون من صديقتها المقربة والتى زوجها صديق زوجها، كان صوتها واهنا وتحتاج دقائق لتهدأ.. انتهت المكالمة دون الافصاح عن شيء لكنها تتوقع العاصفة غدا فهناك حقيقة مؤجلة!!
 قفلت التليفون مع صديقتها وقالت لنا نحن
( انتهت المكالمة لكني أعلم أن غدا سوف يختبرني قلبي وأمر في صراع معه عندما تحدثني أو أحدثها، أنا أعلم منذ حوالي العام أن زوجها تزوج عليها في الغربة فهى حقا حقيقة مؤجلة)
أهكذا؟ ليس بهذا الاسلوب المباشر ولكن من خلال المكالمة، اجعليني أعيش معكما التوتر والقلق، أنت تعرفين شيء تحاولين اخفاؤه، هى ربما تعرف أو شاكة، الغصة في حلقها لا تجعلها تفصح، ربما أرادت اختبارك إذا كنت على علم..  القصة فكرتها حلوه لكن التناول جاء هادئا.

فريدة
رغم أن الكاتبة أرادت أن تقدم لنا نموذجا مثاليا وتصف البطلة بالفريدة في تصرفاتها وحبها لمرضاها إلا أنها شدت أعصابي ووترتني.. نرى من البداية فريدة هذه تنزل من السيارة منهكة تغلق الأبوانب بسرعه وتسرع وتعود لتغلق المرايا  تصعد الدرج في عجلة تحاول اللحاق بالمصعد تغلقه على اصبعها، تؤجل الألم وتدخل عيادتها.. ليس لديها الوقت لقراءة رسائل الموبايل.. هاتف العيادة لا يكف عن الرنين.. المستشفي يطلبها.. اصطدمت يدها بالمكتب، دم من اصبعها تذهب الى المستشفي يلتف حولها أهالي المرضى.. أحيانا تندم أنها أعطت مرضاها رقم هاتفها.
المرضى أيضا متوترون حرب بينهم وبين مندوبين الأدوية.. الجميع ينظرون بين ساعاتهم وساعة الحائط .
النفق
المرض له نصيب في القصص كما الموت له نصيب وافر.
ففي النفق قصة أمين تسيران في نفق الموت بابنيهما .. لقطة من الحياة تجمع الشتيتين وأيضا تقرب من الله .. مات الطفلين
عودة
وفي قصة عودة جمع أيضا مرض السرطان في البلد الأوروبي بين سيدتين بطلتنا وهى متشائمة رافضة العودة لمصر وسيدة عربية متفائلة تتطور الأحداث حتى تأتي سيارة وتدهم تلك المتفائلة ويخبرها الطبيب أن هناك خلط في أوراقهما ولابد من عمل تحاليل ليعرف من منهما التي شفيت تماما.. تقرر عدم عمل التحاليل وتعود لبلدها

****


اللغة عندها سليمة – الأسلوب مكثف ليس فيه غموض ولا اختزال .. حجم القصة حلو يشجع على القراءة وإعادة القراءة دون ملل .. تستخدم تيار الوعى أي المونولوج الداخلى ومناجاة النفس والإتكاء على الناحية النفسية عند شخوصها ومواقفهم الخاصة داخل النص، تلجأ هذه الشخصيات إلى التقوقع داخل ذاتها وتقديم وعيها، وما يمور داخلها من صراعات وأفكار.
تفضل ضمير الغائب فتكون هى الراوي العليم بكل الأمور..
تخلط بين الفصحى والعامية ليس فقط في الحوار، وإن كنت أفضل حتى الحوار يكون بالفصحى.

توصية : اكتساب خبرات جديدة والخروج إلى الهم العام ..

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2007

سمية عبد الحميد تُهدنا الحياة


سمية عبد الحميد تُهدنا الحياة
قصص سمية عبد الحميد من صميم الواقع.. وهى لفتت نظرنا لذلك من بداية العنوان الذي لا تحمله قصة بالداخل وإنما أرادت به لفت النظر لتفاؤلها بالحياة وأنها هدية رغم ما يعتريها أحيانا من مفاجآت..
القصص طولها معقول غير ممل في القراءة.. تشعر أنك شاهدت هذا المشهد من قبل أو تعرف هذا الرجل أو تلك المرأة، فالأصل من عمق الحياة وحواشيها..
تعاملتُ مع هذه المجموعة بحب، فسمية صديقتي، وقد تقولون ليس في الأدب مجاملة وأقول لكم لا أعرف سوى أن أجامل صديقتي، ولكن بمنطق أنصر أخاك ظلما أو مظلوما.. وسمية في هذه المجموعة ظالمة ومظلومة.. ظالمة باختيارها نماذج مهزومة مأزومة، ومظلومة لأنها كالطبيب الذي لا يستقبل إلا الحالات الحرجة.. لكنها طبيب ماهر أغلب عملياتها ناجحة ومرضاها يشفون في النهاية.
وسنتابع المجموعة من هذا المنطلق.. القصة الأولى:

الظل
بداية البطلة غارقة في حزنها.. في النهاية تقف في الشرفة تنظر إلى الأفق تتساءل عن نجاحها يوما..
فاطمة تتقبل العزاء في زوجها الشخصية الطاغية الذي عاملها باهمال واستهتار مما انعكس على ابنتها فصارت تعاملها مثل والدها.. حاولت بعده
الخروج من الدائرة التي وضعها فيها وتنطلق لتشعر بكيانها لكنها وجدت نفسها غير قادرة.
بدأت القصة بعنوان الظل.. وأنهتها بجملة الخروج من دائرة الظل.. كلنا نعرف الظل وهو إما خيال الشخص أو حجب جزء من الشمس، وهو ظل مادي، أما الظل الذي تقصده سمية هو الظل المعنوى والانزواء فماذا لو اسمت القصة (دائرة الظل)

2- حدث بعد منتصف الليل
طبيب تعود على الاستدعاء في أي وقت لأنه طبيب توليد .. استدعوه اليوم ليخرج للبشرية مولودة جميلة.. واستدعوه في منتصف الليل ليخرج ابنته من القسم..
بداية القصة الأب مهموم بأزمة بابنته المدمنة في نهاية القصة فرح وابتهاج بسبب رغبة البنت في أن تتعالج.

3- للحب قصة طويلة
بداية القصة البطلة فاتها قطار الزواج ذهب بعيدا، وذلك لأنها ترفض الزواج بدون حب.. وطائر الحب لابد أن ينقر شُباك كل أنثى في الوقت الذي يختاره.. كلفها رئيسها بالذهاب بنفسها لاستقبال حبها، حين كلفها باستقبال ضيف في المطار.. في هذه القصة جميل جدا الربط بين خلع الحذاء والوقوف غير معتدلة بقدم واحدة وبين استواء الأرض تحت قدميها في النهاية..
وأعاتب سمية مالها سن الأربعين..تقول: (هل هذا حال فتاة في الأربعين!) وماذا عن الخمسين والستين والسبعين؟ المشاعر موجودة في كل عمر وهى أجمل في السن الابعد .. لابد أنها كتبت القصة وهى دون الأربعين.

4- حطمت قيودي
الله سبحانة وتعالى يمهل ولا يهمل.. فقد يفلت شخص من فعل ارتكبه ويقع في فعل لم يفعله وهو ما حدث لبطلة القصة التي تمارس الاستهتار باسم الحرية.. بداية القصة في حجرة صغيرة مظلمة ليس بها سوى كوة للضوء غرفة السجن
سمية ربطت بين الحرية المعنوية والحرية المادية، والاثنان تخصان الجسد.. في الاتجاه المعاكس هناك الحرية الفكرية وهى انطلاق للجسد، وحبس الحرية وراء القضبان هى تقييد للجسد.. الغريب أنه عندما يقيد الجسد ينطلق الفكر يبحث فيما جناه الجسد.. ويسترجع ويندم ويأسف ويعزم ويتجه إلى الله وهنا يفرجها الله بما يوازي قدر صدق النية..
هذه القصة كان يناسبها النهاية المفتوحة ، فلو وقفت عند.. ماذا لو لم يأت عزت بيه؟.. العنوان تقليدي ثورجي..

5- دعوة للحياة
إن بعد العسر يسر.. أو ربا ضارة نافعة.. الفتى الحائر أين يذهب، والده ضربه وأهانه أمام زوجته.. أمه غارقة في نجاحها كوجه اعلامي مضيء.. ربما فكر في الانتحار وهو أمام الماء، رغم أنه يملك في جيبه الأمل والخلاص أو والحل، وهو دعوة جده للعيش معه، في البداية لم يدرك قيمة هذه الدعوة ولكن حينما صدمته السيارة وسأله السائق إلى أين يوصله تذكر الدعوة وشكر الله..
الجد عن سمية يمثل الحل فهنا كما في قصة لبنى.. لكنه ليس حلا جذريا..

7- سأبكي غدا
العنوان جميل ودال، وفيه إرادة.. حسنا أن جعلت البطلة تعمل وفي مركز مرموق.. وهذا كفيل بأن يساعدها على تخطي أزماتها والبدء من جديد إذ هناك ما يملأ تفكيرها
زمان كنا نظن أن الرجل أقدر على تخطي أزمة الحب حتى أنهم قالوا:
(إنما يبكي على الحب النساء) وهذا كان صادقا في وقته إذ لم يكن لديها ما تفعله أو يشغلها سوى التركيز ومتابعة من تحب، أما اليوم وقد تهيأت لها ذات الظروف فهى في ذات الكفاءة من رباطة الجأش، وتأجيل البكاء.. وقد لا تبكي غدا.

8- صغيرتي لبنى
 قصة انسانية إلى أبعد حد..
وكان المفروض أن يكون اسمها لبنى وكفي، أو الصغيرة لبنى.. فليس للأم هنا دور سوى توديعها.. حتى تنسبها لنفسها وتقول صغيرتي..
سمية تعلمنا أنه مهما صادفنا من أزمات هناك انفراجات.. ومهما صادفنا من أزمات هناك أزمات أكثر حدة.. البطل ذهب لبلد آخر ليكسب عيشه هى لم تسمي البلد.. فلم يوفق ويضطر للعودة بخفي حنين.. وفي قمة أزمته يتصادف مع مشكلة أكبر.. طفلة حائرة بين أمها وجدها وكل منهما في بلد، وهى تتنقل وحدها بينهما.. لو قارن بين عودته وبين أن تكون ابنته مكان هذه الطفلة لفضل عودته.. ثم أنه لن يموت من الجوع .. قد يأكل الكشري ويسعد باللمة.
أداعب سمية وأقول لها تعرفنا على اسم الطفلة من خلال جملة :
(بينما كانت الصغيرة لبنى) نحن عرفنا الاسم أما الذي يمسك بيدها ليوصلها لجدها لم يعرف.. لم تخبره الأم أن اسمها لبنى ولم تناديها أمامه ، وهو لم يسأل.

9- تائهة وسط السحاب
العنوان جميل التوهان فوق المعقول..
لماذا يغضب منها الأهل حد القطيعة وهم ليس لهم دور في حياتها، من قول البطلة: (وهكذا نشأت وأنا لا أعرف في عالمي سوى هذين الرجلين)
ثم أن التي تقاطعها هى خالتها شقيقة الأم التى تخلت، وكأن الأم تخلت مرتين
الغريب أن عاصما زوجها الذي في سن والدها، حذرها من عاقبة الزواج منه..؟!
المهم أنها عاشت سعيدة معه خمس سنوات وعرف ميلها للطيران فقدم لها دون علمها، وجاء لها التعيين بعدما مات.. تقول:
(حتى بعد موته كان يفكر فيها ويأخذ بيدها) هل هكذا فكر بعد موته؟
هذا العجوز يؤمن لها مستقبلها حتى في وجوده حتى تعتمد على نفسها لأنه .. بالمنطق سيموت ويتركها.

10 – امرأتان
الانسان له وجهان.. وجه عملي حازم جاد.. ووجه إنساني حنون وكريم يظهر في المواقف..
البداية تأفف من العمل في النهاية اقبال على الحياة والعمل.. السفر من الاسباب التي تظهر معادن الناس.
القصة أيضا واقعية ويمكن حدوثها ولكن يمكن عدم حدوثها فإن لم يحدث المرض للموظفة ونقل دم لها من مديرتها لظلت في كسلها، والأولى أن يكون نشاط المديرة وتقدير الناس لها ونجاحها حافزا يجعلها تفكر في تغيير سلوكها.. وهى تقول لنفسها لا اصلح لشغل منصب كهذا وأنا بهذا الكسل.

11- قلب جديد
البداية صعب وعصبي في النهاية تفاؤل وحب.. هل القلب الجديد يغير من شخصية الانسان، أم وقوف الشخص بين حد فاصل بين الحياة والموت هو ما يسلمه إلى التراجع عن كثير من المواقف.. بطل القصة هنا لما وجد نفسه مضطرا لدخول غرفة العمليات لاجراء عملية في القلب وأنه ممكن أن يموت خلالها رفع غشاء عينيه عن كثير من الحقائق أهمها وجه زوجته البشوش.

12- هى وهو
هى تحتاج إليه أكثر من احتياجه هو لها
هو طفل يريد الرعاية واللعب.. هى نضب معين نتاجها الأدبي وتقدمت بها السن وتريد إعادة صياغة.. وقد يلتقي الربيع والخريف فيضفي كل منهما على الأخر من عنده.. فكسب الخريف أملا بعد احباط ويكسب الربيع حكمة بعد تهور.. قصة نفسية انسانية ناجحة.

13- الحب في الزنزانة
شاب تكونت بداخله عقدة من كثرة زيجات أمه.. هو لا يدرك حاجتها النفسية ولا حاجتها المادية، فقط يكره من يشاركه فيها، وعندما أحب فتاة وشعر أنها مكملة لها انسانيا وعاطفيا وقرر الارتباط بها.. اكتشف أنها تزوجت قبله .. لم يقبلها رغم الحب بسبب ما قر في نفسه من عقد ونظرته السلبية لذلك.. ولو نظر بايجابية وهو يقلب في صور الفتيات لاكتشف أن زواج أمه أنتج له أختا تقلب معه الصور لتختار له عروس المستقبل.

14- سقوط نجمة
القصة فيها مفاجآتان .. سقوط نجمة يوحي بأفول نجمها الفني.. وهذا لم يحدث، الثاني تخيلت أنها ستجد زوجها مع امرأة أخرى ولكن المفاجأة كان مع شاب صغير .. القصة بدأت سعيدة وانتهت كئيبة والعجب أن بطلها طبيب
وكعادة سمية كل حب لابد له من فتور وكل زواج لابد له من عاصفة.

15- الجانب الأخر من النهر
قد تجد الحب والسعادة في الجانب الأخر، ولكن دون الوصول إليه أهوال وعواصف.. وقد تتأجل العواصف حتى يغنم ببعض الفرح.. كما حدث مع المسؤل الدبلوماسي حين انتقل إلى بلد أفريقي فصادف الحب فكان له نصيب من السعادة التي لم تدم لاعتبارات كثيرة..
هذه القصة بدأت سعيدة وانتهت بجرح قلبين .

16- ولد وولدت معه
عندما يخيم الملل على الحياة الزوجية ولا يجدي دفعه، ويذهب كل طرف إلى القاء التهم على الطرف الأخر فيسحب كل منهما نفسة من حياة الآخر كل بطريقته، هناك من يهرب ويبتعد وهناك من ينساق وراء الادمان وكلاهما هروب.. الغريب أن يحدث هذا مع من يفترض فيهما العقل ومد يد المساعدة للمأزومين.. فهى الاستاذة والأديبة وهو الطبيب المعالج وعندما يفشلان في انقاذ حياتهما ووضع أيديهما على الداء إلا بعد حد لا يصلح معه سوى التصدي العنيف.

17- خرج ولم يعد
لا نشعر بقيمة الأشياء إلا بعد فقدها، ولا أننا نحب هذا الشخص إلا بعد غيابه، ولا أننا نكره المثاليات إلا بعد أن تستفرد بنا، القصة تذكرنا بكم التناقض الذي بداخلنا .. وأنه لابد من التوازن بين الأشياء والانفعالات، القصة كأنها مقدمة للقصة التي قبلها ولد وولدت معه كلاهما يدركان قيمة الشيء بعد فقده أو تدهوره.
القصة من وجهة نظر الراويه والطرف الأخر غائب من أين عرفت أنه رأى الاعلان، وطوى الجريدة، وخرج من أين؟!
****

كعادة سمية كل حب لابد له من فتور، وكل زواج لابد له من عاصفة.
نلاحظ أن هؤلاء المأزومين من الطبقة العليا.. سمية لا تنزل إلى قاع المجتمع
وتختار نماذجها.

كل البطلات تقريبا عاملات وفي مراكز مرموقة وهذا يساعدها على تخطي أزمتها بسرعة ومعرفة طريقها. كما في قصة حطمت قيودي، وأبكي غدا.

في المجموعة نموذج الرجل في الغالب إيجابي .. الأب الذي لم يتخل مثل الأم .. صديق الأب والزوج فيما بعد الذي يقدم الأمان في الصغر ويؤمن المستقبل في الكبر... الأب الطبيب الذي احتضن ابنته المدمنة ولا إشارة للأم هنا.

نموذج المرأة في الغالب سلبي: المرأة المديرة وجهها كالح وهذا في رأي موظفة كسول مهملة تضيع وقت العمل في محادثة صديقتها بعد شرب القهوة وتصفح الجرائد.. في قصة الظل البنت الجاحدة لأمها رغم أن تصرف بهذه القسوة تصرف رجل لا أنثى.. في القصة الثالثة نجد العانس التى تنتظر الحب، القصة الخامسة رغم أن بطلها شاب إلا أنها قدمت نموذجين للمرأة زوجة الأب بقسوتها الأم باهمالها.

حتى في قصة الظل الرجل الطاغية جاءنا من وجهة نظرها وهل من الممكن ان يكون طاغية إلا بسلبياتها!! بدليل أنها فشلت أو أساءت اختيار البديل،

سمية تستعمل الكلمات العامية وتضعها بين قوسين أحيانا وبلا أقواس أحيانا ومن الأفضل أن تختار الكلمة الفصيحة السهلة.
ودعواتي بالتوفيق